في إطار جهود المملكة لتعزيز الشراكات الدولية في القطاع الزراعي، قام وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات بزيارة رسمية إلى معهد البحر الأبيض المتوسط للزراعة المتقدمة في باري (CIHEAM Bari)، حيث التقى مدير المعهد الدكتور Biagio Di Terlizzi وعددًا من الخبراء والمتخصصين.
وجرى خلال اللقاء بحث سبل توسيع مجالات التعاون بين الجانبين، حيث تم الاتفاق على مجموعة من المحاور الأساسية، وفي مقدمتها بناء القدرات البشرية والمؤسسية، من خلال تخصيص خمس منح دراسية لدرجة الماجستير لكوادر وزارة الزراعة، ضمن برامج تشمل الإدارة المستدامة للموارد الزراعية والمائية، الزراعة العضوية والتنمية الريفية، الابتكار والتقنيات الزراعية الحديثة، الأمن الغذائي وإدارة المخاطر، وإدارة النظم البيئية المتوسطية. وتهدف هذه المنح إلى رفع كفاءة الكوادر الوطنية وتمكينها من مواكبة التطورات الحديثة في القطاع الزراعي، بما يعزز التحول نحو نظم إنتاج أكثر استدامة.
كما تم الاتفاق على تنظيم برامج تدريبية متخصصة في مجالات التنمية الريفية، إدارة المخاطر، الزراعة العضوية، وإدارة مياه الري على مستوى المزرعة، بما يعزز الأمن الغذائي الوطني ويدعم الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية.
وفي سياق متصل، ناقش الطرفان إمكانية تنفيذ مجموعة من المشاريع المشتركة، من أبرزها: تنفيذ مشروع وطني لتعزيز إنتاج الأشجار الحرجية المثمرة، مثل الصنوبر المثمر والخروب والغار والكستناء، باستخدام تقنيات متقدمة في المشاتل؛ وتصميم المرحلة الثانية من مشروع تعزيز النظام البيئي العضوي، مع التركيز على تدريب المزارعين وإنشاء البنية التحتية اللازمة للتحول إلى الزراعة العضوية؛ بالإضافة إلى تطوير سلاسل القيمة للزراعات المتخصصة مثل الزيتون، الجوافة، الحمضيات، الأسكدنيا، واللوزيات، من خلال دعم تحالفات المزارعين؛ والتحضير لإطلاق المرحلة الثانية من مشروع “جوردس”، الذي ينفذ حاليًا بالتعاون بين الوزارة والمعهد.
وفي ختام الزيارة، أكد وزير الزراعة على أهمية هذه الشراكة في دعم أولويات الأردن الاستراتيجية في مجال الزراعة، مشيدًا بالدور المحوري الذي يلعبه معهد باري كمركز إقليمي متميز في بناء القدرات والبحث العلمي الزراعي في منطقة البحر الأبيض المتوسط. كما شدّد على التزام الوزارة بمواصلة العمل على بناء شراكات نوعية تسهم في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز التنمية الزراعية المستدامة